أشهر دونالد ترامب افلاس شركاته 6 مرات ومبعوثه للشرق الاوسط غرينبلات كان محامي تفليساته . وسيتم اشهار افلاس صفقة القرن ومن يساندها أو يروجها أو يدعمها

ظن غلاة الصهاينة من اقصى اليمين بأن وضع النظام الرسمي العربي المنتهي الصلاحية يعطيهم (فرصة العمر) لتصفية القضية الفلسطينية حسب المواصفات الصهيونية. مايسترو اوكسترا اصحاب الصفقة بنيامين نتنياهو واصحاب عقارات مثل ترامب وكوشنر ومحامي افلاس مثل غرينبلات ومتعصبٌ صهيوني اهوج هو فريدمان . ظن هؤلاء انه يمكن شراء وبيع الاوطان كصفقات. ولما لا فهكذا هو التاريخ الامريكي. تم شراء العديد من الولايات من فرنسا فيما سُمِّي بصفقة لويزيانا (Louisiana Purchase) وهي تمثل ليس فقط ولاية لويزيانا اليوم وإنما 15 ولاية من مجموع الخمسين للولايات المتحدة. وتم شراء الاسكا من روسيا واغتصاب الولايات العديدة او شراءها في غرب وجنوب غرب الولايات المتحدة من المكسيك . فعقلية الكاوبوي الامريكي هي أن كل شيء يوخذ بقوة السلاح أو الدولار . ومن هنا نقول ان هذه العصابة ينقصها معرفة التاريخ عموماً وخاصة للشعوب ذات العمق التاريخي والحضارة كما هي حالتنا .لكن نفس هذه العصابة وهذه العقلية قد نسيت أن الامر هنا ليس كهناك. فقوتهم ودولاراتهم لم تستطع الانتصار في دول الحضارة المتجذرة في التاريخ كما في افغانستان منذ اكثر من 18 سنة بحيث أصبحت اطول حرب في التاريخ الامريكي، وكما في العراق، وكما في سوريا ، بل وكما في ايران . ونأمل ان لا تكون آخر خيباتهم في فنزويلا .

ستكون خيبتهم في فلسطين ليس من باب التمني ولكن من واقع تاريخنا الذي لفظ كل مستعمرٍ او محتل حتى وإن طال الزمان . حتى التتار الذين عاثوا ببلادنا فساداً استوعبتهم حضارتنا فاصبحوا جزءاً منها وحاربوا من اجلها . كنتُ في مينيسوتا في زيارة مع العائلة. اخبرنا المرشد السياحي بضرورة أن نرى كنيسةً اثرية قديمة جداً جداً بل هي اقدم الكنائس في الولاية. ذهبنا الى هناك فسألته اي سنة تم بناؤها فقال متحمساً اكثر من 90 سنة فقلت له نحن نأتي من بلاد تتكلم بالاف السنين و90 سنة هي أحدى الكسور في الارقام التي نحذفها! المشروع الصهيوني الاستيطاني فاشل ..فاشل .. فاشل . ولا يستطيع أن يجابها حتى ميليشيا مؤمنة قليلة العدد والعدة كحزب الله وحماس. كما اثبت التاريخ ان كل من يتعاون مع المعتدي على اوطاننا وعقيدتنا سيذهب الى مزبلة التاريخ .

من الواضح أن نظامنا الرسمي العربي الحالي الرديء يترنح من سكرات موته حتى ولو تمسك بحبائل الهواء مثل التحالف مع الصهاينة، فهؤلاء آجلاً قبل عاجل ستلفظهم شعوبهم . وهم اصلا لا يمثلون فلسطين أو الفلسطينيين بل لا يمثلون حتى انفسهم.

بعض ما تم تداوله عن الصفقة ما نشرته " راي اليوم" ان الدكتور مصطفى الحمارنة، رئيس المجلس الاجتماعي والاقتصادي في الاردن، وهو مؤسسة رسمية، ان سقف الصفقة يبدو واضحا الان.و قال الدكتور حمارنة أن الصفقة تتحدث عن ضم القدس ومناطق من الضفة الغربية إلى (اسرائيل) وإعلان دولة فلسطين في قطاع غزة مع توسيع اراضيها من سيناء.

وتحدث حمارنة في ندوة مع طلاب جامعيين في العاصمة عمان (في 14/04/2019) عن إدارة تجمعات سكانية في الضفة الغربية بالاتفاق ما بين الاردن والإدارة الفلسطينية وعن مفهوم سلام إقتصادي تموله دول ثرية في المنطقة، وضخ عشرات المليارات من الدولارات ... واشار الحمارنه إلى ان (اسرائيل) ستبقى مسيطرة على الحدود وستحاول ضم المناطق “سي” من الضفة الغربية.

37 شخصية سياسية من كبار الساسة الاوروبيين منهم رئيس حكومة فرنسا السابق جان مارك آرو ووزراء خارجية بريطانيا السابقين ديفيد مالفند وجاك سترو، ووزير خارجية المانيا السابق زغمار غبريئيل، المسؤول عن السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الاوروبي سابقا خافيير سولانا ورؤساء دول ووزراء سابقين آخرين جاء فيها:“أيها الزملاء المحترمون:نحن نتوجه اليكم في لحظة حاسمة في الشرق الاوسط وفي أوروبا”، واضافت الشخصيات الرفيعة السابقة : “بالشراكة مع إدارات أمريكية سابقة فان أوروبا دفعت قدما بحل عادل للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين في إطار حل الدولتين… للأسف الشديد، الإدارة الامريكية الحالية تخلت عن السياسة الامريكية القديمة وأبعدت نفسها عن المعايير القانونية الدولية. حتى الآن اعترفت فقط بادعاءات طرف واحد على القدس واظهرت اللامبالاة المقلقة على توسع الاستيطان الإسرائيلي. الولايات المتحدة الأميركية اوقفت تمويل الأونروا ومخططات اخرى تفيد الفلسطينيين”.

واضافت الرسالة: “إدارة ترامب أعلنت بأنها قريبة من الانتهاء ومن عرض خطة جديدة لانهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. رغم عدم اليقين بخصوص هل ومتى ستنشر ، فمن الأمر المهم أن تكون أوروبا يقظة وتعمل بصورة استراتيجية... نحن نؤمن أن أوروبا يجب أن تتبنى وتدفع إلى الأمام بخطة تحترم المبادئ الاساسية للقانون الدولي. ومبادئ الاتحاد الأوروبي لحل النزاع التي صودق عليها في السابق والتي تعبر عن تفهمنا المشترك بأن سلاما قابلا للحياة يقتضي اقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل في حدود 1967 مع تبادل متفق عليه للاراضي بالحد الأدنى ومتساو وتكون القدس عاصمة الدولتين، مع ترتيبات أمنية تستجيب لمخاوف الطرفين وتحترم سيادتهما مع حل عادل ومتفق عليه لمشكلة اللاجئين”.كذلك اكد الزعماء " أن أوروبا يجب عليها رفض كل خطة لا تتفق مع هذه المعايير”

واضاف الموقعون:

“في إسرائيل وفي المناطق الفلسطينية المحتلة ينزلقون إلى واقع دولة واحدة بدون حقوق متساوية. هذا لا يمكن أن يستمر بالنسبة للإسرائيليين والفلسطينيين وبالنسبة لنا في أوروبا”.

جزء من قائمة الموقعين على رسالة رئيسة ايرلندا ورئيسة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان السابقة ماري روبنسون؛ رئيس حكومة فرنسا السابق جان مارك آرو، ووزير خارجية فرنسا السابق هيوبرت فدرين؛ رئيس حكومة بلجيكا السابق جي فاركوفشتات، ووزارء خارجية بلجيكا السابقين كارل ديغوخت وفيلي غلاس وفرانك فان دينبروك ولويس ميشل؛ رئيس حكومة السويد السابق كارل بلداد ووزيرة الخارجية السابقة لينا هل – فالن. وزير خارجية هولندا السابق يوزياس فان ارتسن، وزير خارجية الشيك السابق لوغمير زاورلك وغيرهم . اليس من العار أن يكون هؤلاء الغرباء الاوروبيين اكثرُ عروبةً من بعض عربنا ؟ هل لنا أن نأمل من عربنا المطبعين إن لم يستطيعو ان يكونوا سنداً للحقوق الفلسطينية كاملةً ان ياخذوا موقفاً على الاقل كموقف الاغراب الاوروبيين ؟ وإن لم يستطيعوا فليتركوا فلسطين لشعبها ، ويكفوا شرهم عنها.

الثوابت الاردنية المعلنة بهذا الموضوع تتنافى كلياً مع طرح الصفقة جملة وتفصيلاً . والصفقة ايضاً تتناقض تماماً مع المصالح الاردنية والفلسطينية جملة وتفصيلاً . وعلى جميع الهيئات والأحزاب والافراد دعم هذا الموقف . لكن هناك مشكلة في ثوابت السياسة الخارجية الاردنية بتحالفها مع الولايات المتحدة . فكيف يمكن للحليف الاضعف (ما دام حليفاً) ان يعارض حليفه الاكبر والذي بدأ بتنفيذ بنود هذه الصفقة وكما قال كوشنر فهم لا يريدون موافقة أحد. هل يمكننا أن نستنتج أن المحافظة على هذه الثوابت بالنسبة الى الصفقة يتطلب الخروج من الثوابت السياسية والاقتصادية الراهنة وإعادة برمجة التحالفات

والخيارات الاردنية خارج الهيمنة الصهيوأمريكية. واذا اتفقنا ان مايسترو هذه الصفقة الصهيوامريكية هو نتنياهو وشعار حزبه (للاردن ضفتان هذه لنا وكذلك الاخرى ) أليس هذا كافياً لاثبات أن الخروج من هذه الهيمنة ليس ترفاً وإنما هو ضرورة قصوى !

اثبتت الصهيونية العالمية انها سارت خطوة خطوة بالتعاون مع المستعمرين اصحاب النظام الرأسمالي العالمي بدءًا بقبول دولةٍ على نصف فلسطين تم توسيعها بالقوة لتصبح 78% من فلسطين ثم هي اليوم تحتل فلسطين جميعها بل وصرح رئيس وزرائها بِنيتهِ على ضم الضفة الغربية كما حدث مع الجولان . اذن سياسة التوسع هذه هي عامود الصهيونية الفقري واثبتت الوقائع بأن تنفيذها يتم بطريقة الخطوة خطوة . وما صفقة القرن والاحلاف المقترحة الا نقطة التسارع لبناء اسرائيل الكبرى لذلك لا يمكن الحفاظ على الثوابت الاردنية الا بالخروج من خيمة الهيمنة الامريكية والتحالف معها فالثوابت هذه تتناقض كلياً مع الثوابت الرافضة للصفقة ومكوناتها . ومما لا شك فيه أن خيار الخروج هو امرٌ صعب ولكن خيار البقاء هو اصعب ونتائجه اكثر خطراً .

الى اخوتنا في الجزيرة العربية نقول : نحن لا نتمنى الا كل الخير لكم فأنتم اخواننا في العروبة والاسلام والمشكلة الكبرى هي عدم فهمكم للخطر الحقيقي للكيان الصهيوني وصبغته التوسعية . إن نتيجة التحالف معه (واقولها بكل اسف): القدس اليوم و غداً خيبر.

مستشار ومؤلف وباحث

تنزيل