هل أن هجمات الحادي عشر من سبتمبر وبروكسل وبيرل هاربر مؤامرات أم نظريات مؤامرة؟ أليست نظرية المؤامرة هي مؤامرة بذاتها؟ بل هل يعقل أن تقتل الدول )الديمقراطية(! شعوبها؟(2)

د. عبد الحي زلوم

بعد عام من بداية حرب الخليج عام 1991 ضد العراق، كنت في رحلة جوية إلى اسطنبول لقضاء إجازة مع العائلة وعلى متن الطائرة ذاتها في الخامس من يناير عام 1992 كان دونالد فان إيتن (Donald Van Etten) في طريقه أيضاً لقضاء إجازة في تركيا. وقد سألني عن شعوري حيال حرب الخليج، وأعربت عن اعتقادي باستحالة ألا تستطيع الولايات المتحدة "رؤية" 100 ألف جندي عراقي يزحفون بأرتال من الدبابات تزيد عن 5000 دبابة ومركبة وهم يتجهون نحو الكويت. وكان لدى الولايات المتحدة من الإمكانات البشرية والالكترونية وغيرها ما يمكنها من معرفة ساعة الصفر لبدء الغزو وإجهاضه قبل بدئه لو كانت معنية بالحيلولة دون وقوعه. وكانت حرب الخليج في رأيي استهلالاً للنظام العالمي الجديد وفي مقدمتها السيطرة على النفط العالمي الذي كان على رأس أولويات أجندة النظام الجديد.

وأجاب فان إيتن (Van Etten) أنه أستاذ للتاريخ في إحدى جامعات كاليفورنيا وبأن افتراضي قد يكون صحيحاً إذا ما رأت الولايات المتحدة أن هذا النزاع يخدم مصالحها. واستطرد قائلاً بأنه وضع دراسة يوضح فيها ليس فقط أن الولايات المتحدة علمت بمعركة بيرل هاربر(Pearl Harbor) قبل وقوعها والتي هاجم بها اليابانيون ميناء بيرل هاربر، بل أنها أرادتها أن تقع ومهدت لها. وأدت استفزازات أمريكية معينة توختها أمريكا إلى تأزيم الموقف وتسريع الهجوم على بيرل هاربر لإيجاد المسوغ أمام أمريكا لدخول الحرب العالمية الثانية. وقد طلبت منه هذه الدراسة والسماح لي بنشرها في أحد كتبي. وجدت الدراسة على مكتبي بعد عودتي من الاجازة وهذا بعض ما جاء بها.

"لم يكن الرئيس فرانكلين ديلانو روزفيلت يعلم بأن الهجوم على بيرل هاربر وشيك فحسب، بل إنه تعمد أن يؤزم الموقف ويزيده تعقيداً، إذ أنه بدون مناورات روزفيلت الميكافيلية، ما كان لهجوم السابع من كانون الاول ديسمبر 1941 الذي شنه اليابانيون على بيرل هاربر أن يقع…. لقد رأى أنه ما لم يخض غمار هذه الحرب في أسرع وقت ممكن إلى جانب الحلفاء فإن كل شيء قد يضيع هباءً. هذه هي المقدمة المنطقية الرئيسة لمقولة أن بيرل هاربر كانت عملية مخططاً لها سلفاً … أما لو نظرنا إلى الأمر فسيكون صعباً علينا التخلص من النتائج.

المقدمة الأولى: كان على الولايات المتحدة أن تدخل الحرب كشريك ملتزم فعلاً فيها بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وبخلاف ذلك فإن الفوز في الحرب العالمية الثانية سيكون من نصيب دول المحور.

المقدمة الثانية: أن المعارضة السياسية لدخول أمريكا معترك الحرب العالمية الثانية كان ممكنا التغلب عليها من خلال هجوم عنيف وحشي ضد الولايات المتحدة.… شرح تشارلز ليندبرغ (Charles Lindbergh) بأسلوب مترابط منسق، الموقف المعارض للحرب في أوساط المؤسسة الأمريكية، فمعارضة الكونغرس جعلت من الصعب تمرير قانوني الإعارة والتأجير، والخدمة العسكرية الإلزامية.

وبذلك لم يكن أي شيء لينقذ الرئيس فرانكلين روزفيلت سوى الهجوم على الأمريكيين، فهو الذي سيعطيه موقفاً أخلاقياً هو الدفاع عن النفس لإسكات منتقديه وتوحيد البلاد تجاه هذه الحرب.

المقدمة الثالثة: كان ينبغي لليابان أن تكون هي الطرف المبادر بالهجوم على أمريكا، فقد رفض هتلر التحدي الاميركي في المحيط الأطلسي. ولم تفلح الاستفزازات الأمريكية في توليد رد فعل ألماني على أمريكا فكان على أمريكا أن تستفز اليابان لدخول الحرب بدلاً من ذلك.

وكخطوة أولى في ذلك الاستفزاز فرض روزفيلت عقوبات اقتصادية على اليابان باعتبارها رداً على عدوان الجيش الياباني على الصين، ولم تعتبر استفزازاً ولكنها في حقيقة الأمر كانت كذلك، وأتبع ذلك بمقاطعة وحظر على الحديد ثم النفط ثم تجميد الأرصدة والموجودات اليابانية في الولايات المتحدة. وقد أوجدت هذه الممارسات رد فعل فورياً واضحاً ومنطقياً، فأصبح ضرورياً أن تحصل اليابان على النفط من مكان آخر وهو شركة الأنديز الهولندية، الأمر الذي يعني إعلان الحرب.

وكان السفير الياباني لدى الولايات المتحدة الأدميرال كيشي سابورو نومورا (Kichi Saburo Nomura) قد تلقى تعليمات من حكومته في السابع عشر من نوفمبر تشرين الثاني عام 1941 بالتفاوض مع وزير الخارجية الامريكي كورديل هول (Cordell Hull) في مسعى يرمي إلى حل المعضلات القائمة بين البلدين وعودة أميركا إلى شحن النفط إلى اليابان. وبدا أن الإنذار النهائي الذي وجهه هول يوم السادس والعشرين من نوفمبر تشرين الثاني عام 1941 قد صيغ بطريقة لا تدع لليابانيين أية فرصة لخيار مشرف لحفظ ماء وجههم سوى الاعتداء. …

وكان روزفيلت يعلم أن هجوماً سيقع لانه كان يريد هذا الهجوم حتى يتسلح بذريعة الدفاع عن النفس وما توفره من ميزات أخلاقية ذات أسس راسخة،ومن العوامل الأخرى التي توحي باختيار بيرل هاربر هدفاً للهجوم استعدادات البحرية الأميركية منذ عام 1924 لخوض حرب مع اليابان حيث كانت "عملية البرتقال" (Operation Orange) هي خطة البحرية للمواجهة والتعامل مع هجوم ياباني على بيرل هاربر. وفي عام 1932، استخدم الأدميرال هاري يارنيل (Harry E. Yarnell) وأثناء تأديته دور اليابان في تدريبات عملية البرتقال، طائرات أقلعت من حاملتي الطائرات الأمريكيتين ليكسنغتون USS Lexington وساراتوغا USS Saratoga لتقوم بنجاح بقصف ميناء بيرل هاربر بالقنابل، ومنذ العام 1937 بات مطلوباً من خريجي الأكاديمية البحرية اليابانية أن يكتبوا بحثاً عن "كيفية تنفيذ هجوم على بيرل هاربر".

هناك عاملان آخران جديران بالذكر. فقد أُعفي الأدميرال جيمس ريتشاردسون (James O. Richardson Admiral) من منصبه في الأول من فبراير شباط 1941 كقائد للأسطول الأميركي في المحيط الهادي، بعد ثلاثة عشر شهراً من توليه ذلك المنصب بسبب إصراره على تحريك الأسطول من بيرل هاربر إلى ساحل المحيط الهادي لضمان مزيد من الأمن…

كانت المخابرات الأميركية قد تمكنت من فك رموز الشيفرة الدبلوماسية اليابانية (the Japanese Diplomatic Purple Code) وبذلك أصبح روزفيلت على علم برد اليابان على إنذار هول، إلى جانب معرفته بأن الحكومة اليابانية طلبت من سفارتها في واشنطن أن تدمر كل ما لديها من وسائل وأدوات الكتابة السرية "الشيفرة"، وأن تسلم إلى وزير الخارجية رسالة في موعد أقصاه الساعة الواحدة من بعد الظهر بتوقيت واشنطن من السابع من ديسمبر 1941. وعن ذلك قال روزفيلت يوم السبت 6/12/1941: "إن هذا يعني الحرب"، غير أنه لم يفعل شيئاً إزاء ذلك." إنتهى الاقتباس.

وماذا عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر ؟

قال روبرت مولر (Robert Mueller) مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI في مايو 2002 إن أيّاً من المشتبه بهم التسعة عشر لم يخلِّف وراءه دليلاً. لا بد وأن تكون هذه هي الجريمة الكاملة! فهل كانت كذلك؟ لقد كان لدى العالم أفكار مختلفة والعديد من الأسئلة إزاء هذا الموضوع.

في ألمانيا: قال البروفيسور أوجست براديتو(August Pradetto) من جامعة العلوم العسكرية الألمانية في مقابلة أجرتها معه صحيفة دي فيلت Die Welt اليومية يوم التاسع عشر من سبتمبر، قال: "إن عملية بحجم ما وقع يوم 11 سبتمبر تحتاج على الأقل سنة كاملة من التحضيرات ما كان لها أن تتم من دون مساهمة فاعلة من وكالة استخبارات بالغة التطور والتقدم في بلد "قد يكون هدفه جرّ حلف شمال الأطلسي (الناتو NATO) إلى حرب ضد العالم الإسلامي...".

في إيطاليا: كان رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق جوليو أنديريوتي (Giulio Andreotti قد تحدث أنديريوتي (Andreotti) يوم 12 سبتمبر لصحيفة آفينيري (Avvenire) اليومية. فقال يوم 13 سبتمبر إلى صحيفة كوريير دي ديلا سيرا (Corriere Della Sera) اليومية معرباً عن استهجانه: "أتساءل عمن يكون قد ساعد الإرهابيين في الولايات المتحدة إذ لا بد أنهم تلقوا دعماً هائلاً محلياً. هؤلاء أشخاص قادوا طائرات وحسبوا الوقت الصحيح الذي ستنقل فيه محطات التلفزة الأحداث، فهم ليسوا سيّاحا في رحلة عارضة.."

في مصر: في مقابلة له مع شبكة الكوابل الأميركية CNN بعد أيام من هجمات 11 سبتمبر، قال الرئيس المصري حسني مبارك إنه كان طياراً محترفاً وقاد كل أنواع الطائرات المقاتلة وطائرات الشحن، وبصفته ضابطا سابقاً في سلاح الجو، فإنه يؤمن بأن أولئك الذين قادوا الطائرات ونفذوا الهجمات كانوا على مستوىً عالٍ من الخبرة، ولم يكونوا على علم فقط بالمنطقة التي تقع فيها أهدافهم، بل لا بد وأنهم قد حلّقوا في سماء تلك المنطقة من قبل مرات عدة.

في لندن: ذكر يورغن شتوربك (Jurgen Storbeck)، مدير البوليس الاوروبي لمكافحة الإرهاب (Europal) في مقابلة له مع صحيفة لندن ديلي تليغراف يوم الخامس عشر من سبتمبر، إنه: "بالنسبة للفكرة التي تقول إن أسامة بن لادن، ومن مكان وجوده في أفغانستان، كان بمقدوره أن يدير المرحلة الأخيرة من العمليات الانتحارية... فإننا يجب ألاّ نتقبلها دون أن نشكّك في صحتها لأبعد الحدود."

في إسرائيل: مما ذكره القائد السابق لسلاح الجو الإسرائيلي بن إلياهو (Ben Eliahu) والذي بثّ على القناة الثانية من التلفزيون الإسرائيلي والذي قال فيه: "من وجهة نظري المهنية فإن الطيارين لا بد وأن يكونوا أمريكيين، وليسوا من جنسية أخرى، وبخاصة إذا ما نظرنا إلى أسلوبهم التقني."

قد يكون ما لا يقل أهميةً عن اقتباساتنا اعلاه هو بروز العديد من المحافل المتخصصة في الولايات المتحدة والتي تدعو الى إعادة التحقيق في احداث الحادي عشر من سبتمبر لان الرواية الحكومية بها كثير من الثغرات والتناقضات. بعض هذه المحافل هي ( علماء من اجل حقيقة 11 سبتمبر) وكذلك (معماريون ومهندسيون من اجل الحقيقة حول 11 سبتمبر) وهؤلاء حوالي 2500 مهندس ومعماري من كبار المستشارين والخبراء المشهود لهم والذين توصلوا الى استحالة هبوط الابراج بالطريقة التي ادعتها الحكومة وإن اعمال تفجير هي المسؤول الرئيسي عن سقوط الابراج .

اثناء حملة انتخابات الرئيس بوش كتب المحافظون الصهاينة الجدد أن برامجهم الطموحة لاحادية وهيمنة الولايات المتحدة على العالم سيساعدها حدث كبير بحجم بيرل هاربر .

إن من يُبيد شعباً بأكمله كمواطني امريكا الاصليين أو يُلقي قنابل ذرية على مدن يابانية تقتل الاطفال والنساء والشيوخ أو يثير الحروب كالحرب العالمية الثانية التي قتل فيها 50 مليون من البشر لا يجد مشكلة في قتل بضعة الاف من مواطنيه للوصول الى هيمنته العالمية .

مستشار ومؤلف وباحث

تنزيل