الا لعنة الله على الاهارب والاهاربيين وصانعيهم واربابهم الى يوم الدين أصبح فرانكشتين الارهابي يأكل صانعيه .

د. عبد الحي زلوم

بداية ترحموا معي على 300 الف سوري قام أصحاب الارهاب الحقيقين ووكلائهم وصانعيهم بجعل أرضهم مسرحاً لتصفية حساباتهم وهم الابرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل في ما حصل ويحصل لهم ، وعلى مليون عراقي قتلهم أرهاب الدولة تحت مسميات واسباب كاذبة وقحة ، وعلى آخر عشرات الشباب والشابات من فلسطين أعدمهم ارهاب الدولة جهاراً نهاراً في فسلطين دون أن نسمع أياً من المنافقين يترحم عليهم. ودعنا نترحم ايضاً على ألفي شهيد قضوا في غزة سنة 2014 في حرب الخمسين يوم ضد شعب في سجن مفتوح وسمى الامريكيون والبريطانيون والفرنسيون ذلك القتل من دولة الارهاب بأنه دفاع عن النفس . ودعنا نترحم أيضاً على 129 فرنسي قضوا يوم الجمعة الماضي في باريس وهم لا ناقة ولا جمل بما قام به سياسيوهم في الحاضر والماضي ، وليس اوله قتل مليون شهيد في الجزائر. والا لعنة الله على النفاق والمنافقين الذين يرتكبون المجازر لزيادة ارباح شركاتهم ويسمونها حروباً من اجل الديمقراطية او يبيدون شعباً كاملاً في احدى اقذرهولوكوست حقيقي في التاريخ ضد شعب امريكا الاصلي . والا لعنة الله على هذه الحضارة التي استعمرت الشعوب بطريقة قديمة وجديدة وقتلت وذبحت لاجل جني الارباح لقلة من المرابين القابضين على السلطات فيها .

لقد قال المسيح عليه السلام في الكتاب المقدس للذين باتوا يتبعون بروتوكلات ظالميه لا تعاليمه :" اعط عدلاً وخذ سلاماً" : هم من اسس منظمات الارهاب لخدمتهم ، فانقلب بعضها عليهم . هم من مولوا اصحاب ارهاب باريس وهم من زودوهم بجوازات السفر وبتذاكر الطائرات . وهم ووكلاؤهم من تولى دفع رواتبهم وما زالوا ، وهم من تسبب في هجرة 11.8 مليون سوري من منازلهم ، نصفهم الى خارج حدود بلادهم . دعنا نترحم على مئات والاف الاطفال الذين يموتون في الخيام من البرد والجوع والمرض وفي زوارق مطاطية في بحار هائجة .

كفانا أيها الناس نفاقاً .

قال رئيس دولتهم وهو يعلن حربه الارهابية على الدول الاسلامية تحت اسم "الحرب على الارهاب" أنه من ليس معنا فهو ضدنا . حتى الكتب المقدسة كالقران الكريم لم تصل الى هذا الادعاء والتكفير فقالت " لكم دينكم ولي دين ." كانت حروبهم في كل مكان تحت ارضه نفط مكتشف أو سيكتشف ، او ثروة طبيعية ينهبونها باسم العولمة . قاموا بحروب ظالمة في العراق وأفغانستان ، وقادوا حروباً بالاصالة والوكالة في كل قطر وصوب . بعد كل ما تقدم أقول تعليقاً على عمليات الارهاب في باريس " ما هكذا تورد الابل وتسترد الحقوق" فرحمة الله على هؤلاء الابرياء.

لقد أسست الحضارة الغربية المتوحشة لكافة انواع الارهاب بما فيه حروب القرن العشرين والذي راح ضحية احدها في الحرب العالمية الثانية خمسين مليون أكثرهم من المسيحين . ليس لهذه الحضارة خلقٌ ولا دين . هي التي جاءت للارهاب الى فلسطين على يد دولة كانت تدعي انها عظمى وعصابات صهيونية قامت بتدريبها على الارهاب بأوسخ انواعه . ودعني لا اترك الكلام بعمومياته وأعطي امثلةً من التاريخ في فلسطين عن نموذجٌ لارهاب الدولة الممنهج الذي كانت تقوم به الدولة البريطانية وعصابات الارهاب

الصهيونية في فلسطين لنرى أن ما يسمى جيش الدفاع الاسرائيلي ما هو الا أمتداد الى عصابات الارهاب تلك والتي شاركت بها بريطانيا اثناء انتدابها لفلسطين.

في عام 1939 ومن موقعه على رأس الوكالة اليهودية، أوجد بن غوريون "وحدات العمليات الخاصة" وجعلها تحت إمرته. كانت مهمة الوحدات العسكرية الجديدة الانتقام من العرب ثأراً للقتلى اليهود، بالإضافة إلى تصفية اليهود الخونة والبريطانيين المتورطين في أي أعمال ضد اليهود. وفي ذلك يصف ناخوم شادمي، قائد إحدى الوحدات المذكورة ، عملية الهجوم على قرية لوبيا في الجليل الأعلى بالقول:

" تسلل رجال الوحدة إلى داخل القرية بهدوء تحت جنح الظلام وهم يضعون أحذية رياضية، ويحرصون على سكب بعض الكاز خلفهم لمنع الكلاب من تعقبهم. وما إن دخلوا القرية حتى اختاروا منزلاً هدفاً لهم.. كانت الأضواء لا تزال مشتعلة في الداخل، وعندما نظروا من النافذة كان هناك ثلاثة رجال وامرأتان جلوساً على الأرض حول جثمان شخص ميت. دخل عدد من رجال الوحدة المنزل بينهم إيغال آلون الذي أصبح لاحقاً من أبرز القادة العسكريين والزعماء السياسيين في إسرائيل. تبين لاحقا وجود عدد من الأطفال في المكان.. انتهت العملية بقتل ثلاثة أشخاص رجلين وامرأة، وإصابة ثلاثة آخرين منهم طفل في الثانية وفتاة في العاشرة".

يجسد ضابط الاستخبارات أوردي تشارلز وينغيت شخصية المسيحي المتعصب للصهيونية لدرجة الهوس. وعندما وصل إلى فلسطين للمشاركة في قمع ثورة 1936 كان يعرف البلاد من خلال الإنجيل، ودفعت خدماته الجليلة لليهود بن غوريون وآخرين إلى وصفه بـ: الصديق.

وفي بيان أصدرته وزارة الدفاع الإسرائيلية بعد وفاته، استذكر الإسرائيليون مناقب صديقهم الإنجليزي الوفي بالقول: كانت تعاليم أوردي شارلز وينغيت وشخصيته وقيادته تمثل حجر زاوية بالنسبة للعديد من قادة الهاجاناه . وما يزال تأثيره بصمة واضحة في عقيدة المواجهة لدى قوات الدفاع الإسرائيلية". وطبقاً للمؤرخ الإسرائيلي توم سيغيف فإن " الرجال الذين خدموا تحت إمرته يتحدثون عنه بمزيج من الإعجاب والاشمئزاز، واعتادوا وصفه من وراء ظهره بالرجل المجنون".

غير أن هذا الرجل المثير لاشمئزاز الكثيرين بمن فيهم بعض المعجبين بقدراته وعبقريته القتالية، أصبح نموذجاً يحتذى للجيش الإسرائيلي، لدرجة أن العقيدة العسكرية الحالية بنيت على خطى وينغيت. كان وينغيت هو صاحب فكرة تشكيل الوحدات الليلية الخاصة التي حولت الجليل إلى مسرح عمليات خاص بها. كانت الوحدات تضم في كل منها 200 جندي، منهم 150 يهودياً، تقوم بمهمات قتالية وأخرى خاصة بتوفير الحماية لخط أنابيب شركة نفط العراق الذي يصل حقول نفط كركوك بميناء حيفا، وكذلك حراسة جدار تيغارت العازل. غير أن وحدات وينغيت كانت تؤدي عملاً آخر لا يقل أهمية وهو التنكيل بالفلسطينيين بحجة ملاحقة الإرهابيين. وفي ذلك كتب صهيون كوهين، أحد أفراد الوحدات الليلية الخاصة يقول عن تجربته في العمل مع وينغيت:" كنا نقترب من القرية التي يتعرض انبوب النفط المار بجوارها لعمل تخريبي، وننتظر هناك حتى الفجر، ثم ندخل القرية ونجمع الرجال ونجبرهم على الاصطفاف في مواجهة الحائط وأيديهم إلى الأعلى، ثم نترك للضابط البريطاني ورجاله مهمة إنزال العقاب بهم، مفضلين عدم الظهور في الصورة لأننا لم نكن نرغب بزيادة مشاعر الكراهية في نفوس العرب تجاهنا. ثم ينزل وينغيت العقاب التقليدي بالشبان العرب، ومن ذلك جلدهم على ظهورهم العارية في مشهد رهيب على حد تعبير أحد أفراد الوحدة. في البداية كان وينغيت يعتلي صخرة ويخاطب رجال القرية موبخاً إياهم بلغة عربية مكسرة قبل أن ينزل عقابه بهم، هذا العقاب الذي أصبح أكثر قسوة مع مرور الوقت. فقد اعتاد الضابط البريطاني إجبار الرجال على التمرغ

في التراب المغموس بالنفط. وفي بعض الأحيان كان وينغيت يطلق النار عليهم ليموتوا جميعاً. ويضيف كوهين: لقد علمنا وينغيت كيف نكون جنوداً متحلين بالقيم".

ويصف كوهين رد الوحدة على قتل الثوار لـ 15 يهودياً في طبريا بالقول: اختار وينغيت قرية حطين لعمليته الانتقامية. وبعد جمع رجال القرية كافة، اختار عشرة منهم ،وأمرهم بالتقدم للأمام، ثم خاطبهم من خلال كوهين كمترجم قائلاً: لقد قتلتم النساء والأطفال والعجائز وهم نائمون.. إنكم أناس تخلون من الرحمة وجبناء.. وقد حكمت عليكم بالموت عقاباً لكم على جرائمكم. بعدها أطلق الجنود النار على الرجال العشرة الذين سقطوا قتلى جميعاً. كان أحد المشاركين بالعملية إيغال آلون ( نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع لاحقا).

اتخذ شارلز تيغارت العديد من الإجراءات لمواجهة التمرد . ولمنع تسرب المجاهدين من سوريا ، أقيم سياج أمني كالذي يبنى حالياً على طول الحدود الإسرائيلية مع الضفة الغربية. كما نشر تيغارت حواجز التفتيش على الطرقات، وأقام العديد من مراكز الشرطة في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى مراكز التدريب في القدس لتأهيل المحققين وتدريبهم على طرق التعذيب. بل إن تيرغات أكمل طاقم أدوات التعذيب بعدد من الكلاب المستوردة من جنوب إفريقيا من نوع دوبرمان والمدربة في هذا المجال.

يتحدث المؤرخ الإسرائيلي توم سيغيف في كتابه المعنون: فلسطين واحدة كاملة، عن أساليب التعذيب التي انتهجها تيغارت في التحقيق مع الفلسطينيين بالقول: " كان المشتبه بهم يتعرضون لعملية استجواب وحشية باستخدام أساليب الإذلال النفسي والتعذيب الجسماني والضرب المبرح، بما في ذلك الفلقة التركية الشهيرة. ويورد رئيس شرطة القدس دوغلاس داف في مذكراته وصفاً لأساليب الاستجواب التي طبقها المحققون البريطانيون في عهد تيغارت بالقول: إذا كان الضرب المبرح يترك آثاره الدائمة ربما على جسد المعتقل، فقد أدخل تيغارت أسلوب كتم الأنفاس باستخدام علبة الماء، وهي طريقة لا تترك آثارها الدامغة على الجسد. اعتاد البوليس تمديد المعتقل على ظهره وحشر رأسه بين وسادتين، والمباشرة في صب الماء على وجهه حيث يتسرب الماء ببطء إلى أنفه من خلال الوسادة المبللة ويشكل ضغطاً هائلاً على مجراه التنفسي... ومن ذلك أيضا إجبار البعض على الوقوف تحت الدش البارد لفترات طويلة".

عملت سياسة "العدالة السريعة" التي أدخلها تيغارت في التعامل مع عرب فلسطين على مضاعفة المعتقلين العرب ليتجاوز تسعة آلاف شخص عام 1939 أي عشرة أضعاف الرقم المسجل قبل عامين. كانت أحكام الإعدام بحق العرب تصدر بمعدل حالة إعدام كل أسبوع، وليلقى أكثر من 30 عربي حتفهم على منصة الإعدام من أصل مئة حكم عليهم بالإعدام في أقل من عام(38-1939)

كفى دجلاً ونفاقاً نحن نؤمن أن من قتل نفساً بغير حق فكأنما قتل الناس جميعاً . لكن حضارتهم ودولهم قامت على ابادة شعوب بأكملها وعلى الارهاب بكافة اشكاله . حرب ارهابهم ارتدت الى اعنقاهم وأصبح فرانكشتين الارهابي الذي صنعوه يأكل صانعيه .

مستشار ومؤلف وباحث

تنزيل