أمريكيون من أجل حقيقة 11 سبتمبر 2001!

سيدة فاضلة مثقفة ارسلت ايميل ومعه مرفق باعتبار أني كنت قد كتبت بإحدى كتبي فصلاً عن احداث 11سبتمبر و قالت السيدة أنه يبدو كأن الروس سيساعدوا على إثبات نظرية احتمال أن يكون الحادث عملاً تآمرياً داخلياً . أما كتابي المشار إليه فكان إسمه "إمبراطورية الشر الجديدة” الصادر سنة 2003 بالعربية والانجليزية والالمانية. أما المرفق مع الايميل فكان مقالاً من جريدة البرافدا الروسية بعنوان: "بوتين يهدد بالافصاح عن معلومات جديدة عن أحدث 11 سبتمبر وفيها صور من أقمار صناعية" . كُتِبَ المقال بتاريخ 7 شباط 2015 وملخصه أن تلك الأحداث كانت عملاً داخلياً بتواطؤ مع مؤسسات حكومية أمريكية.

في هذه الأيام أيضاً هناك كتاب من أكثر الكتب مبيعاً في الولايات المتحدة بقلم ربكة روث يتحدى التقرير الأمريكي الحكومي عن أحدث 11 سبتمبر. كما قامت جمعيات أمريكية تتحدى رواية الحكومة أهمها " معماريون ومهندسون من أجل إظهار الحقيقة عن 11 سبتمبر " وتضم أكثر من 2200 مهندس ومعماري من ذوي الاختصاص الذين يتحدون الحكومة لإعادة التحقيق بما لديهم من إثباتات علمية تتناقض مع الرواية الرسمية . كذللك هناك جمعية "العلماء من أجل حقيقة 11 سبتمبر " تضم علماء من كل الاختصاصات تتحدى الرواية الحكومية لتلك الأحداث. يقول هؤلاء في موقعهم على الانترنت في المقدمة:

" في مجموعة من قياسات الرأي نصف الأمريكيين يَشُكّون في الرواية الرسمية لاحدث 11 سبتمبر والعدد يتزايد كل سنة. والحقيقة إن الكثيرين من العلماء الذين ليس لهم اجندات خاصة والذين تفحصوا احداثيات 11 سبتمبر وجدوا من الأدلة ما يناقض الرواية الرسمية ووضعوا سمعتهم الشخصية والمهنية في الخطر من أجل إظهار الحقيقة. لذلك قاموا بإنشاء موقعهم هذا." يبين هؤلاء العلماء على موقعهم صوراً وحسابات وأبحاث مختبرات تتوصل أن هناك مواد متفجرة قد استخدمت لهدم الأبراج وأن الطائرات ووقودها لا يمكن إن يصل إلى درجات الحرارة المطلوبة لينصهر الحديد وأن طريقة هبوط الأبراج لا يمكن أن تكون إلا بالتفجير.

كان الفصل الأول لكتابي المذكور عنوانه " خرافة السوبرمان مقابل الدولة الأعظم"جاء فيه:

تعجّ الولايات الأميركية بأكثر أنواع الاستخبارات تعقيداً في العالم إلى جانب قدراتها الفائقة على المستوى التقني . وهي لا تملك وكالة

استخبارات واحدة، بل إنها تقوم على عدة وكالات ومن بين هذه وكالة الامن القومي((NSA) The National Security Agency)، وهي كبرى وكالات الاستخبارات الأميركية على الاطلاق وتعمل بمراقبة كل الاتصالات الخاصة بوساطة تقنيات عالية التطور والتعقيد . وقد قامت هذه الاستخبارات بتحذير كلينتون من أن سفارة اسرائيل كانت تتنصت على مكالماته الهاتفية مع مونيكا لوينسكي (Monica Lewinsky)، ممّا دفعه إلى الكف عن تلك المكالمات. وتمتلك وكالة الأمن القومي، سفن تجسس في المحيطات، وأقمارا صناعية وطائرات أواكس AWACS تجوب أرجاء السماء على مدار الساعة، مغطية كل أنحاء العالم. ويتم اعتراض كل حركات الاتصال من الولايات المتحدة وإليها، كما تصنّف الرسائل التي يتم اعتراضها ومن ثم تُوجّه لمن هم معنيون بها.

ومع ذلك فقد أعلنت الولايات المتحدة مباشرة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر أن رجلاً يعيش في كهف على بعد يزيد عن نصف محيط الكرة الأرضية هو المسؤول عن هذه الهجمات، وأن هذا الرجل الخارق قد تفوَّق على جيوش وكالات الاستخبارات المذكورة في مهاراته وذكائه ومن كهفه في تورا بورا. وهذا الرجل المزعوم هو أسامة بن لادن، وهو ملياردير من مواليد السعودية كانت وكالة الاستخبارات المركزية قد أغرته بشن حرب الجهاد المقدس ضد الوجود الشيوعي للاتحاد السوفييتي في أفغانستان. ومع أن دوافعه كانت في الواقع تتمثل في الجهاد لتحرير بلد مسلم، إلاّ أنه من أجل ذلك نسّق نشاطاته مع وكالة المخابرات المركزية. ولذلك، فقد كان تكوينه النفسي، ومصادره، وإمكانياته التنظيمية وكل شيء عنه معلوماً تماماً لدى الوكالة وأجهزة الاستخبارات الأميركية الأخرى. ولما كانت الوكالة تخترق الأصدقاء والأعداء على حد سواء، فإن من الفرضيات المعقولة والمنطقية أن تنظيم ابن لادن كان مخترقاً تماماً خلال وبعد فترة حكم السوفييت لأفغانستان . ومن الأهمية الإشارة إلى ان الاستخبارات الأميركية كان لديها أمر تنفيذي من زمن إدارة الرئيس كلينتون لمراقبة ابن لادن والقاعدة، وهذا ما يجعل من المستحيل على القاعدة أن تخفي أية تحركات عن أعين الاستخبارات الأميركية، وبخاصة عملية بحجم عملية الحادي عشر من سبتمبر..

وقالت الادعاءات أن 19 خاطفاً، كلهم من الشرق الأوسط، كانوا مسؤولين عن الأحداث.

في ألمانيا: قال البروفيسور أوجست براديتو(August Pradetto) من جامعة العلوم العسكرية الألمانية في مقابلة أجرتها معه صحيفة دي فيلت Die Welt اليومية يوم التاسع عشر من سبتمبر، قال: "إن عملية بحجم ما وقع يوم 11 سبتمبر تحتاج على الأقل سنة كاملة من التحضيرات التي لم يكن لها أن تُدبّر آنيّاً من على متن الطائرات". ويعرب البروفيسور براديتو(Pradetto) عن اعتقاده أن أحداث 11 سبتمبر ما كان لها أن تتم من دون مساهمة فاعلة من وكالة استخبارات بالغة التطور والتقدم في بلد "قد يكون هدفه جرّ حلف شمال الأطلسي (الناتو NATO) إلى حرب ضد العالم الإسلامي...".

في إيطاليا: رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق جوليو أنديريوتي (Giulio Andreotti) تحدث يوم 13 سبتمبر إلى صحيفة كوريير دي ديلا سيرا (Corriere Della Sera) اليومية معرباً عن استهجانه: "أتساءل عمن يكون قد ساعد الإرهابيين في الولايات المتحدة إذ لا بد أنهم تلقوا دعماً هائلاً محلياً. هؤلاء أشخاص قادوا طائرات وحسبوا الوقت الصحيح الذي ستنقل فيه محطات التلفزة الأحداث، فهم ليسوا سيّاحا في رحلة عارضة. إن الإرهاب لا ينمو فقط على هذا الجانب من الأطلسي. الأميركيون لديهم سوابق في الإرهاب مثل حادثة أوكلاهوما، دعونا لا ننسى ذلك."

في مصر: في مقابلة له مع شبكة الكوابل الأميركية CNN بعد أيام من هجمات 11 سبتمبر، قال الرئيس المصري حسني مبارك إنه كان طياراً محترفاً وقاد كل أنواع الطائرات المقاتلة وطائرات الشحن، وبصفته ضابطا سابقاً في سلاح الجو، فإنه يؤمن بأن أولئك الذين قادوا الطائرات ونفذوا الهجمات كانوا على مستوىً عالٍ من الخبرة، ولم يكونوا على علم فقط بالمنطقة التي تقع فيها أهدافهم، بل لا بد وأنهم قد حلّقوا في سماء تلك المنطقة من قبل مرات عدة. وقال جنرال متقاعد إن مثل تلك العمليات وذلك الإعداد اللوجستي لا بد وأنه استعان على أقل تقدير ب 100 من الفنيين المختصين الذين كان أمر تدريبهم وإعدادهم ليستغرق سنة كاملة على الأقل، وهذا ما لا يمكن لتنظيم القاعدة القيام به. وأضاف إن تلك الطائرات المخطوفة لم تكن لتتمكن من الهروب من الرقابة الصارمة التي تفرضها قيادة دفاع شمال أميركا (North American Defense Command) (NORAD)، لاسيما وأن أحد طياري الطائرات المخطوفة قد اتصل بوكالة الطيران الاتحادية (FAA) ليخبرها بأن تلك الطائرة مخطوفة.

في لندن: ذكر يورغن شتوربك (Jurgen Storbeck)، مدير البوليس الاوروبي لمكافحة الإرهاب (Europal) في مقابلة له مع صحيفة لندن ديلي تليغراف يوم الخامس عشر من سبتمبر، إنه: "بالنسبة للفكرة التي تقول إن أسامة بن لادن، ومن مكان وجوده في أفغانستان، كان بمقدوره أن يدير المرحلة الأخيرة من العمليات الانتحارية... فإننا يجب ألاّ نتقبلها دون أن نشكّك في صحتها لأبعد الحدود."

وفي الولايات المتحدة : جاء في خطاب الدكتور بول كريغ روبرتز مساعد وزير المالية الاميركية الأسبق بتاريخ 25/2/2015 :" ان الكثيرين من المفكرين الأميركيين يعتقدون ان احداث ١١ سبتمبر تسبب بها المحافظون الجدد لإعطاءهم الحجة كما حصل في بيرل هاربر والتي جاء في أدبياتهم انهم بحاجة الى مثلها للبدء بحروبهم للهيمنة على الشرق الاوسط.

أتسائل الأن : هل من المعقول إتهام حكومات الولايات المتحدة بانها تقتل شعبها ؟ وأن يكون هذا الاتهام من خيرة علماء ومعماريين ومهندسين أمريكيين ؟؟

مستشار ومؤلف وباحث

تنزيل