هزلت...

وصلت المهانة والاستهانة بقضايا العالم العربي الرئيسية أنها اصبحت ألعوبة في أيادي الدول ورؤسائها لتحقيق مصالحهم السياسية الداخلية الضيقة . لم تأتي (بصقة القرن )في وجوه النظام الرسمي العربي وعلى رأسهم سلطة عباس ورام الله بجديد . لكن اللافت كان أن اختيار ترامب ومشغله نيتياهو نفس الوقت الذي كان يقاضي الكونجرس الاميريكي ترامب ويدرس الكنيست الصهيوني طلب نيتنياهو بالحصانة ضد الاتهامات بفساد نيتينياهو لتصبح قضايانا المصيرية ألعوبة في أيدي النظام الصهيوأمريكي وكورسه من النظام االرسمي العربي والذي لايستحي وقديماً قيل " اذا لم تستح فاصنع ما شئت. ".

وليس من المصادفة أن تم تحريك الشوارع في لبنان والعراق ومحاولة تحريكها في ايران واشعال جبهة ادلب من الارهابيين المرتبطين بالخارج واشعال الفتنة في ليبيا من قبيل الصدفة لكنها كانت عملية اشغال قبل اعلان مشروع تصفية القضية الفلسطينية. وما كان لمشروع تصفية القضية الفلسطينية أن يعلن لولا التآمر الصهيوأمريكي على تدمير القوى المحورية في المشرق العربي وخصوصا العراق وسوريا .

أكبر واكثر القرف جاء من عجوز لا يستحي في رام الله ومن منافقين مرتزقة أشبعوه تصفيقاً في مؤتمر صحفي بعد اعلان تصفية القضية الفلسطينية في واشنطن . تكلّم رئيس سلطة أوسلو ولم يقل شيئاً فالقديم وحماية المستوطنات والمستوطنين هي كما هي فكيف يمكن لمقاول أمني أن يلغيها وتجرأ باستهتار بوصف التعاون الأمني بأنه أمر مقدس !

اذا أراد الفلسطينيون تحرير أرضهم فيجب أن يتحرروا أولاً من عصابة أوسلو التي كانت سبباً رئيسياً في التجرؤ الصهيوأمريكي على حقوقهم وأراضيهم ومقدساتهم. فبدلاً من أن يعترف رئيس سلطة أوسلو بفشله ان لم يكن تآمره منذ أوسلو بل وقبلها وحتى اليوم.أقل المطلوب كان أن يعترف بفشله لأكثر من ربع قرن من مفاوضات عبثية تم بناء عشرات المستوطنات أثنائها وأن يقول أخطأنا والمقاومة هي سبيلنا والغاء كل الاتفاقات مع الصهاينة بما فيها الغاء سلطة اوسلو فلربما غفر التاريخ له جزءاً مما اقترفت أيديه من مصائب على مسيرة قضية التحرير الفلسطينية . كيف يمكن لحركة التحرير أن تتعاون مع عدوها المحتل وتتجسس على مواطنيها وتعتقلهم وتعذبهم في سجونها بل وتسلمهم الى العدو ؟

جاء ليقول وبدون حياء بأنه سيبقى يحارب( الارهاب ) وأي ارهاب اكثر من الاحتلال ؟وأي ارهاب أكثر ممن يدمر البيوت ويعتقل ويقتل المواطنين والمناضلين دون محاكمات؟ أليس هذا الارهاب هو ما يجب مقاومته وأي ارهاب اخر يتحدث عنه ؟ أي مستقبل يمكن أن يكون للقضية الفلسطينية ما دام رئيس سلطتها قد تنازل عن حق عودته الى مدينته المحتلة صفد قبل أن يجرده ترامب الحق في ذلك بعد أكثر من 10 سنوات من تنازله الطوعي عن حق العودة ؟ بدلاً من مساندة المقاومة حاول القضاء على المقاومة في غزة كجزء من مقاولته لخدمة الاحتلال وتنسيقه الأمني .

ماذا نتوقع من سلطة كان أول أعمالها ارسال محمد دحلان الى تل أبيب للتنسيق مع أجهزة الأمن الصهيونية ووكالة الاستخبارات الامريكية لانشاء أول جهاز أمني فلسطيني تابع للسلطة باسم الأمن الوقائي والذي كان هدفه اعتقال كل من ساهم في انجاح أشرف ثورة ضد الاحتلال تم تسميتها الانتفاضة الاولى والتي عجز الاحتلال بكل اجهزته الامنية من جيش ومخابرات من التصدي لها لأ:ُر من 5 سنوات . فجاء أبطال اوسلو واعتقلوا هؤلاء الابطال ووضعوهم في السجون . وماذا نتوقع من سلطة جندت أربعين ألفاً ليتدربوا على أعمال التجسس على شعبهم وادارة سجون مناضلي بلدهم والتنسيق مع عدوهم وبرئاسة جنرال أمريكي وبتنسيق كامل مع وكالات الاستخبارات الامريكية والصهيونية ؟ فهل نستغرب أن يأتي اليوم ترامب ونيتينياهو ليبصقوا في في وجوه المتآمرين على قضايا شعوبهم بمشروع تصفية حقوقهم المشروعة ؟

الملخص المفيد هذه السلطة غير الشرعية وغير الوطنية هي خط الدفاع الاول عن العدو واول أعمال المقاومة يجب اسقاطها وعدم التعامل معها وبدون لف أو دوران .وعلى الفلسطينيين في الضفة الغربية أن ينتفضوا ويبدأوا المقاومة لتكون بداية للوحدة بين جناحي فلسطين في الضفة وغزة .

ليست المشكلة في ترامب ونيتينياهو فتصرفاتهم هي تحصيل حاصل وليست المشكلة فقط في النظام الرسمي العربي المتهالك والذي وصل الى نهاية مدته لكن المشكلة في القيادة الفلسطينية التي انقلبت من مقاومة الاحتلال الى مقاولة لحمايته . هذا هو بداية الطريق ...

مستشار ومؤلف وباحث

تنزيل