الحاجة إلى إعادة تقييم مسار حركة التحرير الفلسطينية ... من عرفات إلى محمود عباس!!!
(حيث أن موضوع الغاء اتفاقية اوسلو هو موضوع الساعة تم كتابة هذه الحلقة اليوم وسيتم نشر الحلقة 3 عن النتائج الاقتصادية لحرب اكتوبر يوم الخميس القادم .)
د. عبد الحي زلوم
(حيث أن موضوع الغاء اتفاقية اوسلو هو موضوع الساعة تم كتابة هذه الحلقة اليوم وسيتم نشر الحلقة 3 عن النتائج الاقتصادية لحرب اكتوبر يوم الخميس القادم .)
نستغرب أساساً من الذين صدقوا محمود عباس أنه سيفجر )قنبلة( في إجتماع الامم المتحدة فالرجل يفتخر أنه لم يطلق رصاصة خرطوش واحدة في حياته. لكن حينما أعربت رأي اليوم عن اندهاشها لهذا التغيير في نهج عباس وتمنت لو يصدق القول هذه المرة علق 55 من القراء . 60% منهم قالوا أنهم لا يصدقونه، و20% قالوا أن غداً لناظره قريب مبدين شكوكهم ، و20 % قالوا قد يكون قد هداه الله؟ أعجبتني بعض تلك التعليقات واختصر الطويل منها:
· Alsikawi Jaffa-Palestine Sep 30, 2015 @ 19:09:34
نحن لا نثق لا بعباس ولا بأي شخص من حوله، فمن خان وسرق شعبه ونسق مع مُغتصبي أرضه وسجن وعذب مُقاوميه جزائه ومن معه ألإعدام. ألسيكاوي
· محمد يعقوب Sep 30, 2015 @ 19:40:51
والله مهما قال عباس ومهما إتخذ من قرارات، فإن هذا وذاك لن وأكرر لن يمسح جرائمه بحق القضية الفلسطينية التي أهملها وإهتم بشؤونه الخاصة وشؤون عائلته وشؤون شلة حسب الله المحيطة به. … فلن تتراجع إسرائيل عن مخططها القاضي بتهويد فلسطين بالكامل وهدم الأقصى وإقامة هيكل سليمان. …
· خالد الحاج Sep 30, 2015 @ 19:57:00
الخطاب عبارة عن شعارات جوفاء وكلمات رنانة ولن يتم إجراء أي شيء على أرض الواقع طالما أن هذا العجوز يحكم بلادنا بسطوة التفرد بالقرارات والدكتاتورية العمياء التي ينتهجها في حكمه للسلطة وفتح وغيرها
· ابراهيم Sep 30, 2015 @ 20:38:27
أنا شخصيا لا اصدق هذا الرجل مطلقا
· محمود احمد Sep 30, 2015 @ 20:50:39
ما بصدق عباس ولا بكلمة Reply
· Dr.Samir Abed-Rabbo Oct 01, 2015 @ 06:12:16
منذ اعوام و اعوام و انا احذر من القياده العقيمه للشعب الفلسطيني و سياستها الصهيونية و من نهجها الصهيوني العبثي الانهزامي. ... علينا مراجعة حساباتنا و التركيز على الجوهر و هو اعتماد المقاومه كنهج لتحرير الانسان و الوطن من النهر الى البحر واقامة دوله مدنية ديمقراطيه.
· ابوعبدالله Oct 01, 2015 @ 06:51:43
مناوره فاشله وقنبله صوتيه لا اكثر من المدعو عباس لتخفيف الضغط عليه من قبل الشارع الفلسطيني . وليعلم عباس وزمرته من فتح ان اغلب الشارع الفلسطيني لم يعد يثق بعباس لا على المستوى الشخصي او على المستوى السياسي . قضية فلسطين اسقطها عباس وسلطته مقابل ارصده واستثمارات وتنازلات يوما بعد يوم مقابل التنسيق الامني واعتقال الشرفاء من ابناء فلسطين … هذا شخص بياع كلام وعار على القضيه الفلسطينيه
· محمود الطحان Oct 01, 2015 @ 00:39:53
عباس ﻻ يملك من امرة شيئا اطلاقا حتي لو اراد فعل مااعلن اﻻمر ليس بيدة وقد علمتنا التجارب المتكررة منذ سنوات طويلة ان هذا الرجل مجيئة الي السلطة تماما كمجئ الذين دخلوا العراق علي ظهر الدبابات اﻻمريكية عام 2003… ماقالة وزير اﻻمن اﻻسرائيلي حين بدأ العزف علي قنبلة عباس التي وعد بها قال بكل صلافة ان الكثيرين يعرفون مالدينا من اوراق تمس سمعتهم وتاريخهم …
***
في نفس اليوم بعد أن ألقى عباس كلمته كتبت جريدة الجيروسالم بوست أن عباس قام بتغير نص خطابه بناءً على طلب جون كيري وزير الخارجية الامريكي ، وأن الخطاب كان تهديداً وليس خطة عمل، وأن
عباس لم يستقيل كما أنه لم يقل أنه سيحل السلطة أو يوقف التعاون الأمني! وقبل مرور 24 ساعه على خطاب عباس كتبت الجيروسالم بوست ثانية تحت عنوان" لم يلغي عباس الاتفاقات مع إسرائيل" فكتبت: " محمود هباش مستشار عباس للشؤون الدينية قال أن تهديد عباس بإلغاء الإتفاقيات مع إسرائيل لا تعني أنه سينفذها غداً. كما لم يقم عباس بإلغاء أي إتفاقية”.
وكفى الله المؤمنين القتال.
تقول دراسة حديثة لمركز ابحاث الامن القومي الاسرائيلي أن :" مستقبل عباس السياسي والاقتصادي، ومثله بقية مسؤولي منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية ، مرتبط بكونه جزءأ من بقاء السلطة والمنظمة ، هذا الارتباط هو سبب كافٍ لمنع هؤلاء المسؤولين من المناورة لحل السلطة."
اذا كان الحل هو في حل السلطة ، وهو كذلك ، بما فيها من تنسيق أمني اصبحت السلطة ومنظمة تحريرها ومن خلالها مقاولين لحراسة المستعمرات في الضفة الغربية والمستعمرين الذين يعيثون فيها فساداً ، واذا كان التنسيق الامني يعني التجسس لمصلحة العدو على افراد الشعب الفلسطيني ، وإذا كانت هذه الطبقة الفاسدة على رأس السلطة تفضل مصالحها الاقتصادية قبل مصالح القضية الفلسطينية وثوابتها، واذا كان هؤلاء المتسلقون للوصول الى السلطة على اشلاء شرفاء المقاومة، اذن اصبح النضال ضد هؤلاء الفاسدين المتسلقين هو الاولوية قبل التصدي للاحتلال لانهم هم خط الدفاع الاول عنه، وهي اول الخطوات اللازمة لاعادة حركة التحرير الفلسطينية لتصبح حركة تحرير لا حركة " تأجير" للخدمات الامنية لحماية الاحتلال .
ولكن ، إذا كان محمود عباس يفخر أنه لم يطلق رصاصة واحدة في حياته، وإذا كان طوال حياته يدعو " للنضال" عبر التفاوض مع الاحتلال دون مقاومة على الارض وإذا كان مثل هذا اللامنطق يتناقض مع كل حركات التحرير في العالم ، واذا اصبح واضحاً ان هدف اوسلو وسلطتها الفلسطينية كان هدفه تثبيت الاحتلال عبر تقديم الخدمات المخجلة فلماذا الانتظار بعد اكثر من 20 سنة ؟
في علم الادارة شاع ما أسموه بالانجليزية organizational re- engineering مختصره أن في عمليات المراجعة لا يوجد بقرات مقدسة، لذلك لو أردت أن انتهج هذا الأسلوب العلمي فإن أي سؤال يجب اعتباره مشروعاً للوصول الى الحقيقة وإعادة الهيكلة . لذلك فلن اتحرج في السؤال عن ياسر عرفات وكيف انه اتخذ من مثل محمود عباس ملازماً أولاً وثانياً وثالثاً له طوال عشرات السنين ، وكيف أنه قام بتسليمه مفاصل القضية بمفاوضات اوسلو التي فرطت بثوابت القضية الفلسطينية ؟ وعلى أي اسس قام بإختياره من كل عباد الله الصالحين؟ ولماذا أفشل المفاوضات العلنية التي كان يقودها رجال وطنيون بإمتياز أمثال الدكتور حيدر عبد الشافي بينما كان عباس وبطانته يفاوضون من وراء ظهورهم في الظلام ؟ هل كانت وظيفة عرفات وبطانته في أوسلو اجهاض الثورة الشعبية الاولى للإحتلال ( الانتفاضة)، تلك الثورة التي اجتمعت عليها كل القوى الامنية العسكرية والمخابراتية لدولة الاحتلال لاكثر من خمس سنوات ولم تزدها الا اشتعالاً! الحقيقة المرة أن ديناصورات المنظمة لم يسَُرهم أن يروا ثوار حقيقين لا ثوار خمسة نجوم .اذا كنا نُعيب على عباس وديناصوراته التنسيق الامني مع الاحتلال ، فماذا يا ترى يمكننا أن نقول حين علمنا أن ياسر عرفات كان المنسق الامني الاول مع الاحتلال؟ وان ياسر عرفات قد عيّن محمد دحلان قائداً لفرقة الامن الوقائي والمكونة من 15000 رجل ، كما كانت أول أعمال عرفات عند دخوله فلسطين هو ارسال محمد دحلان( والذي وصفه جورج بوش الابن بأنه – رجلنا - ) للتنسيق الامني مع وكالة المخابرات الامريكية في تل ابيب وبالتالي مع المخابرات الاسرائيلية؟ وهل كانت صدفةً أن مركز هذا الأمن الوقائي كان في غزة والتي كانت هي مركز الشراره التي انطلقت منها قيادة الثورة "الانتفاضة " الاولى ؟ ألم يعتقل الأمن الوقائي الأف مؤلفة من المقاومين الشرفاء حينما كان عرفات رئيساً للسلطة
وكلهم من شباب الثورة الانتفاضة و الذين عجز الكيان الصهيوني من الوصول اليهم فوصلهم ابطال أوسلو ؟ ولصالح من تم ذلك ؟
ولكي لا اتهم بأني حماس أقول أني لم انتسب في أي يوم في حياتي الى أي حركة او حزب فلسطيني أو عربي أو دولي مع ان مثل ذلك الانتساب يجب أن لا يكون تُهمة. كما أني لا أصدر الأحكام ولا أصدر صكوك الغفران أو الاتهام أو البراءة لاحد لكن أحاول تفعيل عصف فكري بعيداً عن عبادة الأصنام!
ليت كانت نتائج اوسلو صفراً فقط ولكنها كانت كارثية . بعد اوسلو اعترف العالم باكثره بدولة الكيان الصهيوني . نصف العالم ( الهند والصين) أصبح لديهم علاقات استراتيجية مع هذا الكيان الذي لم يعترفوا به قبل اوسلو . قالوا لانفسهم ؟ لماذا نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين انفسهم ?
دعنا من النثر والشعر والمديح والهجاء ودع الارقام تتكلم . هذه بعض نتائج أوسلو من 1994 حتى سنة 2013:
قام الاحتلال بتوسيع المستوطنات في كافة ارجاء الضفة الغربية بما فيها القدس وتضاعف عدد المستوطنين من 262,599 إلى أكثر من 520،000 مستوطن.
إستحوذ الاحتلال على 80% من المصادر المائية ويستهلك المستوطنون 6 أضعاف ما يستهلكه 2.6 مليون فلسطيني في الضفة!
في الوقت الذي يقوم الاحتلال ببناء المستوطنات دمر أكثر من 15000 بيتاً وعمارة في الضفة.
تحت عنوان توسيع المستوطنات تم الاستيلاء على 42% من مساحة الضفة الغربية والتي هي أصلا لا تشكل إلى 22% من الأراضي الفلسطينية ! وعباس ومشاركوه ما زالوا يفاوضون وما زالوا يحرسون هذه المستوطنات!
يوجد في الضفة بالاضافة للمستوطنات المرخصة من الاحتلال 100 مستوطنة غير مرخصة.
في سنة 2011 وحدها تم خلع أكثر من 10,000 شجرة زيتون لعائلات فلسطينية.
في القدس تم هدم أكثر من 1600 منزل و 86000 مقدسي مهددون بهدم بيوتهم . تم تقييد حركة سكان الضفة بواسطة 550 نقطة تفتيش
تم بناء السور بطول 708 كيلومتر مما جعل أو سيجعل 9.4% من أراضي الضفة والقدس في غير متناول اصحابها . 55000 مقدسي تم فصلهم عن مركز المدينة بواسطة الجدار. كما قام الاحتلال بنزع الاقامة عن 11200 مقدسي.
والأنكى من ذلك كله إن ناتج نظام الضرائب والجمارك التي يجنيها الاحتلال تُموِل بل وتزيد عن كلفة الاحتلال مما يجعله أول إحتلال مربح في التاريج . والشكر طبعاً لأوسلو وابطال أوسلو. وهل أنا بحاجة إلى تعليق بعد هذا كله؟
الفرق بين عرفات وعباس ان الاول اتعظ بنفسه ولو بعد فوات الاوان، فأراد أن يراجع حساباته الارتجالية والانفرادية التي ادت الى تراجع القضية فتم تصفيته . جاء من بعده بطانته وكلهم من رجالاته وعلى رأسهم عباس وأصبحوا جاهزين للنزول في مناقصة مع الاحتلال على من هو الاكثر تفريطاً لثوابت القضية الفلسطينية الى أن وصلنا الى ما نحن فيه.
لكن أتسأل ما الذي يجب أن يفعله الشعب الفلسطيني في من تسبب في كل هذه الجرائم؟
الشعب الفلسطيني بحاجة الى قيادة شعبية تخرج من تحت رماد وركام هذا الحاضر التعيس و الى قيادة كما في ثورة الانتفاضة الاولى! ونحن بحاجة إلى تكنيس أوسلو وسلطتها إلى مزبلة التاريخ. من هنا تكون البداية !
مستشار ومؤلف وباحث